{وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ} عطف {فَيَعْتَذِرُونَ} على {يُؤْذَنَ} ليدل على نفي الإِذن والاعتذار عقيبه مطلقاً، ولو جعله جواباً لدل على أن عدم اعتذارهم لعدم الإذن فأوهم ذلك أن لهم عذراً لكن لا يؤذن لهم فيه.{هذا يَوْمُ الفصل} بين المحق والمبطل. {جمعناكم والأولين} تقرير وبيان للفصل.{فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} تقريع لهم على كيدهم للمؤمنين في الدنيا وإظهار لعجزهم.{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ} إذ لا حيلة لهم في التخلص من العذاب.{إِنَّ المتقين} عن الشرك لأنهم في مقابلة المكذبين. {فِى ظلال وَعُيُونٍ}.{وفواكه مِمَّا يَشْتَهُونَ} مستقرون في أنواع الترفه.{كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} أي مقولاً لهم ذلك.{إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى المحسنين} في العقيدة.{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ} يمحض لهم العذاب المخلد ولخصومهم الثواب المؤبد.{كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ} حال من المكذبين أي الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم ذلك، تذكيراً لهم بحالهم في الدنيا وبما جنوا على أنفسهم من إيثار المتاع القليل على النعيم المقيم.{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ} حيث عرضوا أنفسهم للعذاب الدائم بالتمتع القليل.{وَإذَا قِيلَ لَهُمُ اركعوا} أطيعوا وأخضعوا أو صلوا أو اركعوا في الصلاة. إذ روي: أنه نزل حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيفاً بالصلاة فقالوا: لا نجبي أي لا نركع فإنها مسبة. وقيل هو يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون. {لاَ يَرْكَعُونَ} لا يمتثلون واستدل به على أن الأمر للوجوب وأن الكفار مخاطبون بالفروع.{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ} بعد القرآن. {يُؤْمِنُونَ} إذا لم يؤمنوا به وهو معجز في ذاته مشتمل على الحجج الواضحة والمعاني الشريفة.عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة والمرسلات كتب له أنه ليس من المشركين».